أحسنَ اللهُ عزاكم
( بحر مجْزوء الرَّمَلْ )
شعر : حمد الراشدي
مسقط
٢٨ مُحرّم ١٤٤٧ هـ - ٢٤ يوليو ٢٠٢٥ م
في الْوَرى صِرْنا صِغارا
بَعْدَ أنْ كُنّا كِبارا
يَهْتدي النّاسُ أَمامًا
والْهُدىٰ مِنّا اسْتَجارا
لمْ نَعُدْ نَصْلُحُ دُنْيا
في الدُّنا جِئْنا عِثارا
كَبَّرَ الكَوْنُ ثلاثًا
مِنْ صلاةٍ واسْتَدارا
ذلكَ المُسْجىٰ جَديرٌ
أنْ يُثَرَّىٰ أَوْ يُوارىٰ
ما لِقومٍ مِنْ حياةٍ
لَبِسوا الذُّلَّ إِزارا
رَضَوِا الهَوْنَ شَرابًا
وطَعامًا ودِثارا
تَرَكوا الذئبَ طليقًا
عاث في الأهْلِ وجارا
لمْ يَفُقْ فيهمْ ضَميرٌ
عَنْهُمُ الْعَزْمُ تَوارىٰ
تَركوا الأطفالَ تَفْنىٰ
بعْدَ أنْ جاعوا ضِوارا
كُلُّ صَوْتٍ مِنْ أَنينٍ
ليسَ يَعْنيهمْ ذِمارا
نَقضوا العَهْدَ لِواذًا
لمْ يُراعوهُ جِوارا
بيْنما الأُمَّاتُ ثَكْلىٰ
والدِّما تَجْري غِزارا
كيف نشْكوا بَعد هذا
أنْ نَرى فينا انْكِسارا ؟
يا هَوانًا قد مَرَأْنا
والْتَبَسْناهُ سِوارا
ماتَتِ الْعُرْبُ وغارَتْ
كَجديسٍ حِينَ غارا (١)
ما تُرى إلّا جُسومٌ
تَنْفُثُ السّاحَ غُبارا
تَمْلأُ الدُّنْيا عَويلًا
دونَ أنْ تَلْقى اعْتِبارا
هلْ لِمَنْ ذلَّ اعْتِبارٌ
أوْ لِميْتٍ شَبَّ نارا ؟
أَحْسنَ اللهُ عَزاكمْ
أَكْرِمُوا الميْتَ قَرارا
١- جديس بن لاوذ ، ابو جديس القبيلة العربية التي بادت مع قبيلة طسم في العصور الغابرة .