ضوعةٌ هَبّتْ طوَّقَتْني سِوارا
نشرُها كم أذكى بقلبي جِمارا
أطْيَبٌ هبّ من جنوبٍ أريجاً
يا جنوبي جعلْتني أنثارا
أقْفُهُ ضوعاً من نواحي رباها
يعتلي هادياً إليها مسارا
كلَّ ما جاءت نفحةٌ من شذاها
أضْرَمتْهُ قلبي فأخلا ديارا
كم أنا محظوظٌ أرى نحو دربي
طيبها من قلبي أقاما جوارا
عندما يأتِ طيْفها من قريبٍ
أو بعيدٍ يا أهْيَفاً حين زارا
يا نُجيْلى كم ساحرٍ منك لحْظٌ
كم حسامٍ أرسلْتِهِ كم أغارا
مستبيحاً يومي وليلي وطيساً
وفضائي غدا لهيباً ونارا
كنتُ أرجو لو كان شوقي رهاماً
كنتُ أدعو لو كان وجدي يُدارى
في كتابي رسمٌ يناجي جفوناً
علّ سُقْماً أضحى بها أو عُوارا
ويْحَ ظنّي أليسَ أحلى جفونٍ
طرفُها ظُنّ سُقْمهُ مُسْتطارا
هل أُداري إذا أطلَّت ظنوني
أم اداري ما ضاع منّي وطارا
عندها حاضرٌ أنا لا أبالي
كم سهوبٍ جاوزْتُ منها قفارا
لافحاً كان من هجيرٍ هواها
لفحُ شوقي يزيدُ منّي اصطبارا
كيف أبدي في حضرة الحسن عذرا
كلُّما استطيع قولا توارى
باهراً ما أرى ولو عيل صبري
كنتُ قد ارتمي يميناً يسارا
في رضاها نفسي أنا في يقينٍ
حُبُّ مَن أهوى صنفهُ لا يُجارى
أتُجارى مَن أصلُها بين جذْرٍ ،
فرعُها نورٌ عانقَ الأقمارا
مَن بها أُنْزِلَ الهُدى مُحْكَماتٍ
ساطعاً نورُها فأرْست قرارا
خُوِطِبَ المُرْسَلون من خالقِ الكوْ
نِ بها صَدّوا من طغى أو تضارى
عند بدْءٍ كان الكلامُ وإقْرأْ
أعْظَمَتْ قدْراً للغُى أمْرارا
كيف تدعو أمْ كيف تُدلي بفكرٍ
حين لا للبيان تُبْدِ اعْتِبارا؟
لا بغير اللسان تُسْبَى قلوبٌ
لا بغير الخطابِ يُهْدى الحيارى
كم رسولٍ للحُبّ من بِنْتِ فيهٍ
كم نسيمٍ للودّ جاء اعْتذارا
آلةٌ للابلاغ في الحقِّ نُطْقٌ
أو حروفٌ ممدودةٌ أو قِصارى
خالصُ القولِ عندها قبل فِعْلٍ
آمِرُ القولِ بعدهُ الفعلُ سارا
في رباها وسّدتُ رأسي أماناً
من سناها أشْعلتُ قلبي فنارا
في " الإعلامِ "عِشْتُ عُمْري وبيتي
وسط صَحبٍ شقّوا لِفضْلٍ غُبارا
في هواهم نازعتُ نفسي غراماً
في نداهم قاومتُ حبّي فثارا
من زميلٍ في الشُغلِ من بين جمْعٍ
أنجمٍ يُهدي ضوءُها من تسارى
أو رفيقٍ ما فارقتْني رؤاهُ
مهنةُ المتعَبينَ أوْهتْ دِثارا
سابحٌ في بحرٍ لها لا يبالي
هائجاً صار موجهُ أم تدارى
لا يبالي أصحابُ دعوى ، تراهم
في سباقٍ حتّى يوافوا ذِمارا
كاتبٌ أو موْهوبُ صوتٍ مهيبٍ
كلّهم موجوعون مِنْها دُوارا
عزَمات ُاليراع صعبٌ حيازاً
ومتى فُرّجِتْ تعالت غِضارا
سلْ أخا فِكْرٍ عن رؤاهُ فيدْلي
حاضِرٌ لكنْ قُمْ أزِلْهُ جِدارا
كيف يُرجى منها عقولٍ لتُعطي
مَن أقلامهُ تُقاسي إسارا؟
آلةُ العقلِ فكرُهُ ، يومَ يُندي
يُفْلِقُ الجلْمودَ الذي يورِ نارا
من ينابيع العقل نَروي غليلاً
من بساتين الفكر نجني ثمارا
في سماء العلوم يُتْلى بيانٌ
قلَمٌ نادى وفِّهِ الأحبارا