بَرَعَ الفيلسوف

( بحر : الخيف )


مرثية في بعض مَن تولاهم الله برحمته مؤخراً مِن 

الأسرة الإعلامية . رحمهم الله وأدخلهم الجنة .


شعر : حمد الراشدي 

hamed.alrashdi1212@gmail.com

مسقط

١٦ ربيع الأول ١٤٤٥ هـ - ٢ أكتوبر ٢٠٢٣  م



بَرَعَ الفيلسوفُ في ذا المَجالِ

ومضى بالقَضاءِ في كُلِّ حالِ


فعَرَفْنا مِنه الحياةَ اصْطِفافاً

لابْتِهاجٍ يمضي كريحِ الشَمالِ


والمَتاعَ الذي حَزَمْنا ضَنيناً

ما بأيْدينا ، راحَ طيَّ الليالي


كمْ يفاعٍ والجوُّ صَفْوٌ عَلَوْنا

بعد وَمْضٍ بِتْنا بقاعِ التّلالِ


كمْ عزيزٍ حاز الجفونَ ليأْوي

صارَ ذِكْرى ، وكان فوقَ القِلالِ


أيُّهٰذا الحكيمُ إنَّك حقٌّ

ما لنا فيما قد مضى مِن جِدالِ


وأتى مِنْكَ كلُّ عذْرٍ وصِدقٍ

ليسَ ما نَحْيا غيرَ طَيْفِ خيالِ


تَبْسُطُ الأيامُ التي في ضُحاها

نَحْتَسيها كأساً بطَعْمٍ زُلالِ


ثُمَّ تَلْوي ، ولَم يَزَلْ للتَّحَسّي

ما عَلَلْنا ، وما اقْتَنَيْنا بغالي


وكأنَّ الحياةَ مَحْضُ انْتظارٍ

تحتَ ظِلٍّ لمْ يَعْدُ ظِلَّ الزّوالِ


ثمَّ تَدْنو مِنَ الغرُوبِ سريعاً

ليسَ يُرْجى للْعَوْدِ ثُمَّ السِّجالِ


هٰكذا تَنْزاحُ النجومُ غِياباً

مثْل " قَيْسٍ " لَبَّى وصارَ بعالي


مِنْ رِجالٍ هُمْ كابَروا النّفْسَ جُهْداً

فاسْتَجابتْ ، لمْ تَنْهَزِمْ بالْعُضالِ


عَرَفَ الدّاءَ فاسْتَعانَ بصبْرٍ

ونفاهُ عن عِلْمِ إلْفٍ وآلِ


وانْبَرى عزْماً بالفؤادِ مكيناً

يَتَداوى ، وما اسْتُفِزَّ ببالِ


آخِذاً بالأسبابِ تُرضي شُموخاً

مِن بِناءِ الأفْذاذِ نُبْلِ الفِعالِ


كم عَرفْناهُ للوِدادِ بَذولاً

في صُروح البلاغِ وافي الخِلالِ


فَقَدَتْهُ النَّشْراتُ وَجْهاً وصوْتاً

جالَ فيها على السّنينِ الطِوالِ


والرِّفاقُ الذين قالوا سلاماً

وأفاضوا دَمعاً جرى بانْهِمالِ


مَنْ يَقِسْ قَيْساً وَزْنَ عَدْلٍ لَفاهُ

بالوفا أنْدى مِن عُدولِ الرّجالِ


شَهْرُ أيْلولَ بالشِّدادِ دهانا

لمْ يُهادِنْ فيما دهى باخْتِتالِ


قبْلَ قَيْسٍ ، فجيعةً مات " هُودٌ "

غَدَرَتْهُ بالطَّعْنِ كفُّ اغْتيالِ


نَفْسُ إثْمٍ بالجُورِ جَرَّتْ وغَصَّتْ 

جاشَ مِنها بالغَدْرِ قَيْحُ السِّفالِ


هُوَ هُودٌ مَنْ أعْرِفُ الخُلْقَ فيهِ

قَدْ تَرَوَّى مِنْ نبْعِ حُرِّ الخِصالِ


في غِمارِ الشُّغْلِ الذي جَدَّ فيهِ

بالعَطا كان مَضْرِبَ الأمثالِ


والسُّروجَ التي امْتَطاها سِناماً

ساسَ فيها بالجُهْدِ كلَّ اعْتِمالِ


بالْأَيادي قضى وقد مدَّ فيها 

بَعضَ خيرٍ ، ثُمَّ الْتَوَتْ كالسّعالي


لا تَراها إلاّ بعينِ اعْتِناءٍ

وهْيَ تُخْفي مَسْنونَ حَدِّ النِّصالِ


وإذا ما أدَرْتَ ظهْراً قِياماً

غَرَستْ نَصْلَ الضَّغْنِ بعد اسْتِلالِ


صَفْوُكِ الدُّنيا في ضُحاهُ اضْطرابٌ

أيُّ صَفْوٍ لمْ يُبْلَ بعضَ اعْتلالِ


قبْلَ هُود ٍ كان الإيابُ كمينًا 

ل " علَيٍّ " مَنْ حاز طِيبَ الوصالِ


في صُفوفِ الإعلامِ خاض غِماراً

معْ لفيفٍ هَبّوا بغيرِ دَلالِ


مُنْذُ كان الطريقُ في البَدْءِ وعْراً

غيرَ أنَّ الفريقَ أقْوى احْتمالِ


و " علَيٌّ " شَقَّ الزِّحامَ نَشاطاً

ما اسْتكانَ الدُّجى ولا بالقِيالِ


في المهامِ التي تَوَلَّى جديراً

شَدَّ حَبلاً وما تَوَكَّى بفالِ


أخَذَتْهُ المُنونُ يُثْنى عليهِ

وهْوَ بينَ العُيونِ تحتَ الظِّلالِ


و " عُمَرْ " مَنْ أبو شريفٍ يُكَنَّىٰ

ليسَ يُنْسى ولو نأَى بالرّحالِ


غادرَ الدُّنيا بالجَميلِ وذِكْرى

والشَّهاداتِ عن رفيعِ المِثالِ


كَرَّ ما فَرَّ في الثِّقالِ تَسامى

عنْ تَشَكٍّ مِنَ المَهام الثِّقالِ


ولَهُ في " صلالةَ " الخيرِ ضَوْءٌ

خَلْفَ بَيْتِ البريقِ مِثْلَ اللآلي


و " عُمَرْ " مثْلُهُ تُلاقي كثيراً

قد أجادوا بالصَّمْتِ بعد البِذالِ


والنَّتاجُ الذي تَدَلّى ثِماراً

أنْضجوهُ بالجُهدِ لا بالمَقالِ


وطَني دهراً بالكرامِ سّخِيٌّ

و " عُمانٌ " أرضُ السّخا والجَلالِ


المَرثيون هم :

١- قيس بن حمود البوسعيدي ، قارئ أخبار في التليفزيون ، ومدير في وكالة الانباء العمانية . (ت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٣ م)

٢- هود بن سيف العلوي ، تقلّد عِدة مناصب في التليفزيون ووزارة الإعلام ، آخرها منصب الملحق الإعلامي في القاهرة. (نشر خبر الوفاة ١٨ سبتمبر ٢٠٢٣ م)

٣- علي بن منصور الناصري ، تقلّد عدة مناصب في التليفزيون ووزارة الإعلام ، آخرها مستشارا بعيد عودته من لندن كملحق إعلامي . (ت ١٤ أغسطس ٢٠٢٣ م)

٤- عُمَر بن حسن اليافعي تقلّد منصب مدير التليفزيون في صلالة في التسعينيات من القرن الماضي حتى تقاعده في بداية الألفية الجديدة. (ت ١٤ فبراير ٢٠٢٢ م)


رحمة الله عليهم جميعا وأسكنهم الجنّة .


١١ أبريل ٢٠٢٥
( بحر المُتدارَك ) * شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ٢٩ شوال ١٤٤٦ هـ - ٢٨ إبريل ٢٠٢٥ م
١١ أبريل ٢٠٢٥
( بحر المقتضب فاعلاتُ مفتعلن ) * شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ١٨ شوال ١٤٤٦ هـ - ١٧ إبريل ٢٠٢٥ م
٩ أبريل ٢٠٢٥
( بحر الكامل ) شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ١٠ شوال ١٤٤٦ هـ - ٩ إبريل ٢٠٢٥ م
١٥ مارس ٢٠٢٥
( بحر المُضارع ، مفاعيلُ فاعلاتن ) * شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ٣ شوال ١٤٤٦ هـ - ٢ إبريل ٢٠٢٥ م
٢٧ فبراير ٢٠٢٥
( بحر الهزَجْ ) شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ٢٩ شعبان ١٤٤٦ هـ - ٢٨ فبراير ٢٠٢٥ م
٢٣ فبراير ٢٠٢٥
( بحر الوافر ) شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ٢٥ شعبان ١٤٤٦ هـ - ٢٤ فبراير ٢٠٢٥ م
١٤ فبراير ٢٠٢٥
( بحر البسيط ) شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ١٥ شعبان ١٤٤٦ هـ - ١٤ فبراير ٢٠٢٥ م
٢ فبراير ٢٠٢٥
( بحر الرَّمَل ) شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط 4 شعبان ١٤٤٦ هـ - ٣ فبراير ٢٠٢٥ م
٢٢ يناير ٢٠٢٥
( بحر السريع ) شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ٢٣ رجب ١٤٤٦ هـ - ٢٣ يناير ٢٠٢٥ م
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤
( بحر المُتقارب ) شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط 28 جمادى الآخرة ١٤٤٦ هـ - 30 ديسمبر ٢٠٢٤ م
مزيد من المنشورات