*الصورة من موقع BBC NEWS

السَّدُّ يوصي اعْتذارا

عَمّا ب " دَرْنَةَ " صارا (١)

قد كان شُرخاً وفَتْقاً

ثُمَّ اسْتدار انْهيارا

والماءُ مِنْهُ تَطامىٰ

صَوْبَ الضّواحي مَسارا

والنَّاسُ ذاقوا فَناءً

بالجَرْفِ سِيقوا بِحارا

يا هَوْلَ ما قد تَعَدَّى

كَلَّ احْتِسابٍ ، وجارا

بالنّفْسِ والمالِ أوْدى

كُلٌّ تَوَلَّى وطارا

قد كُنْتُ أَقضي الليالي 

والسُّقْمُ فيَّ اسْتَطارا

كمْ جاءَ مِنْ قبْلُ والٍ

بالْوَفْدِ زارَ ودارا

والكُلُّ قال سقيمٌ

والْجُرْحُ فيكَ اسْتغارا

والأمْرُ لا بُدَّ يُولٰى

بالرَّأْبِ يَحمي الجِدارا

حتّى الدّعائمَ تَبْقى

ولا تُفَّضُّ انْدِثارا

أهْلي الْكرامَ وقوْمي

لم أمْضِ فيكم غَمارا

إلاّ لأنّي دهاني

ما تَرَّ جِسْمي انْشِطارا

السَّيْلُ فَتَّ اعْتِزامي

والدَّفْعُ شَقَّ الإطارا

قاومْتُ كُلَّ اقْتِداري

حتّى عُلِيتُ اقْتِدارا

ما كُنتُ أهوى لقاكمْ

إلاّ لأسْقي الدِّيارا

وأفْرِشُ الأرضَ نَبْتاً

تَزيدُ منهُ اخْضِرارا

تجْري المِياهُ سَماحاً

سِلْسالَ حُبٍّ نَهارا

وفي المساءِ تُنادي

يا مَن أَنِسْتُمْ جِوارا

أهْلي ب " دَرْنةَ " حُبّي

والحُبُّ رقَّ وثارا

فكيفَ أبدو جَحوداً

يا خِزْيَ منهُ وعارا 

ألْفَتْكُ ما كان طَبْعي

ولا الدّمارُ خَيارا

وهلْ رأيْتم زماناً

مِنْ قَبْلُ أخْلي الذِّمارا ؟

ولا أُحابي صِغاراً

والشُّهْمَ عندي صِغارا ؟

ولا أُداري كِباراً

وما وَفَرْتُ وَقارا ؟

والمالَ أهْلَكْتُ جُوراً

وما ترَكْتُ قَرارا ؟

كَلاَّ كما تعْرفوني

أنّي الْبعيدُ شِرارا

ولا الخِيانَةُ عُرْفي

ولا اشْتَهَيْتُ فِجارا

وكمُ تَوَجَّعْتُ سُقْمي

وبِتُّ لَيْلي جِمارا

وقال كُلُّ طبيبٍ

الدّاءُ زاد انْتِشارا

نَظَرْتُ يُقْتادُ جُهْدٌ

يُنْهي الفِعالَ عِشارا

يُسْدي الجميلَ علاجاً

يُبري الصُّداعَ بِدارا

لكنَّ ضُعْفَ اكْتِراثٍ

ما زاد جِسْمي عَوارا

وكمْ علا لي أنينٌ

والكلُّ يَعْلو شِجارا

بَقَيْتُ أرْقُبُ سَعْياً

يُزيلُ عنّي العَثارا

ويُبْعِدُ النُّحْسَ آلى

ألاّ أُعادَ عَمارا

لكنْ صراعَ الكراسي 

شَدَّ النُّفوسَ سُعارا

نَسَوْا خرابي ووَهْني

وكم قَرَبْتُ احْتِظارا

حتّى ب " دَنْيالَ " وافىٰ (٢)

ما كانَ يُخْشى دَمارا 

وكانَ أبْدى بلاغاً

فِيقُوا ، وكونوا حَذارى

١- دَرْنة : المدينة الحاضرة في شرق ليبيا والتي تعرّضت 

لإعصارٍ مدَّمِرٍ في مطلع سبتمبر ٢٠٢٣ .

٢- دَنْيال : إسم الإعصار الذي ضرب مدينة درنة الليبية 

قادما من أوروبا عبر البحر المتوسط .