أَتى الفَدْيُ
( بحر : الوافر )
شعر : حمد الراشدي
مسقط
٣ ربيع الأول ١٤٤٥ هـ - ١٩ سبتمبر ٢٠٢٣ م
" فلَوْ صَحَّ التناسخُ كُنتَ موسى
وكان أبوكَ إسحٰق الذّبيحا " (١)
يُشيرُ الفيلسوفُ هنا بقولٍ
إلى المَمْدوحِ مَنْسوخاً مَسيحا (٢)
بأنَّ سليلَ " إبراهيمَ " إسْحٰقَ -
كان هو الذَّبيحَ فِداً أُريحا
وشاعِرُ مِصْرَ والنّيلِ المُوَشَّى (٣)
بنفسِ الشِّعْرِ أبْداهُ مَليحا :
" وكمْ أزْرَتْ بنا الأيامُ حتّى
فَدَتْ بالكَبْشِ إسحٰقَ الذّبيحا "
كثيرٌ قال هذا دونَ فَحْصٍ
يُداني الحقَّ غَلّاباً صَريحا
وقد حُسِبتْ على التاريخِ نَقْلاً
أُمورٌ مازجَتْ صِدْقاً جَريحا
بها نُسِجَتْ على وهْنٍ حِبالٌ
تكادُ بها الحقيقةُ أنْ تَطيحا
كما خُلِطَتْ معَ الأحداث ، عِكْراً
مِياهٌ طالما أَجِنَتْ نُضوحا
وكمْ شُرِحتْ مُتونٌ في كتابٍ
بما يُعطي البيانَ ، جَلا وُضوحا
وفي التّنْزيلِ ما يكفي بياناً
ويَشْفي الصَّدْرَ ، يُبْقيهِ شَروحا
ففي " الصّافاتِ " عن زَيْغٍ غَناءٌ (٤)
وجاءَ الآيُ مِفلاقاً صَبوحا
يُزيلُ اللّبْسَ عَمَّنْ قد غَشاهُ
بترتيبٍ حَوى الخَبَرَ الصّحيحا
و " إسْماعيلُ " بالْبُشْرى حليماً
هيَ الأولى كما جاءتْ فصيحا
بِتصْديقٍ لرؤيا الذّبْحِ حتّى
أتى الْفَدْيُ الذي رَفَعَ الصّفيحا
وثانيَِةُ البشارةِ بالنَّبيِّ انْ -
تَضَتْ إسحٰقَ إسْماً لا الذّبيحا
ومِنْ حَسَدٍ جرى التّحْريفُ قوْلاً
وعَنْ عَمَدٍ غدا التَّزْويرُ رِيِحا
وقِيلَ بِهِ عنِ التَّوْراةِ زُوراً
وكم ظَلَموا الْهُدى مَتْناً ورُوحا
وصَدَّقَهُمْ كثيرٌ في الدّعاوي
وما عَرَفوا بسُمِّ الدَّسْمِ ، وَيْحا !
" لإِبْنِ كَثيرِ " شَرْحٌ مُسْتَفاضٌ (٥)
يُعيدُ الوَزْنَ مَعْدولاً أُتِيحا
١- البيت لفيلسوف الشعر ابي العلا المعرّي .
٢- مسيحا : حَسَن الوجه .
٣- شاعر النيل : حافظ إبراهيم .
٤- سورة الصَافات في القرآنِ الكريم .
٥- إبن كثير : الحافظ الدمشقي مؤلِف الموسوعة التاريخية " البداية والنهاية " .