آيَتْ إِغَنْباز*
*الصورة من موقع BBC NEWS
( بحر : البسيط )
شعر : حمد الراشدي
مسقط
٢٨ صفر ١٤٤٥ هـ - ١٤ سبتمبر ٢٠٢٣ م
شُقَّ الهُدوءُ على حينٍ ومُغْتَفَلِ
وريعَ بالخافِقِ المَكْنونِ بالغِيَلِ
وثارتِ الأرضُ زِلزالاً كطارقةٍ
في جَوْفِ ليلٍ عديمِ الوَصْلِ والحِيَلِ
لمْ يبْقَ شيءٌ مِنَ الأوْتادِ يحفظُها
والسَّقْفُ خَرَّ وقدْ ألْقى بها ثُقَلِ
خارَتْ ب " آيَتْ إِغِنْبازَ " الْقوى رَفَقَاً
وعِيزَ كيف يُداري صَوْبَ مُسْتَبَلِ
حتى اهْتَدى مَخْرجاً والرَّوْعُ حاكِمُهُ
فَجرَّ زَوْجاً وطِفلاً في خُطى عَجِلِ
وعادَ يُخْرجُ أُمّاً معْ أَبٍ ، فَرأى
يَلوحُ باليدِ ، إبْناً ، بالرُّكامِ عُليْ
فاسْتَلَّ ساعدَهُ حتى يُزيحَ بهِ
كَوْمَ الحجارةِ غَطَّتْهُ إلى المُقَلِ
والنَفْسُ تُوقِظُه حَثّاً وتُزْجِرُهُ
للوالِديْنِ ، هُما أوْلى بلا جَدَلِ
يا مُرْعَشَ الكَفِّ لا داءٌ دهاك بها
أسْرِعْ خُطاكَ إلى رُكْنٍ ومُعْتَزَلِ
أيا " إغِنْبازَ " هاتيكَ الحَصى نزَلَتْ
فوقَ الصعيدِ على الجسْمَينِ كالنُّصَلِ
هناك تَرْقُدُ أُمٌّ ، والجدارُ هَوى
على أبيكِ ، فعَجِّل فِعْلَ مُنْتَشِلِ
أخْرَجْتَ " آدَمَ " من تحت الرّكام ، فَقُمْ
لتُخْرِجَ الأُمَّ ، نَبْعَ الحُبِّ والمُثُلِ
تحتَ الحُطامِ أبوك اندَسَّ فارْفَعَهُ
مَنْ غيْرهُ والِدٌ رَبّاكَ للْجَللِ ؟
في حَوْمةِ الهَوْلِ زلزالٌ وكارثةٌ
وغِلسةِ الليلِ رَدَّاتٌ بلا مُهَلِ
والنَّفْسُ مِحْراكُ عَزْمٍ يُسْتَجابُ لها
لمُ يقْصرِ القلبُ ضَخَّاً زَيْتَ مُشْتَعِلِ
فانْسَلَّ تحتَ الجدارِ انْهارَ مُنْهَدِماً
صَخْراً هَوى طامِراً للْهامِ والرِّجِل
حتى اسْتَقَرَّ " إغَنْبازٌ " وقد ظهَرَتْ
أنَّ المنايا هنا ألْقَتْ بمُرْتَسَلِ
والوالِدَيْنِ أناخا في الجِنانِ رِضاً
والرُّوحُ لله إذْ عادتْ إلى النُّزُلِ
- من وقائع الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة في المملكة المغربية في مطلع سبتمبر ٢٠٢٣ ،
- والطيب آيت إغْنباز هو راعي ماعز في أعالي جبال أطلس التي ضربها الزلزال ،
- انهدم بيت الحجارة الذي كان يُظلّه مع زوجته وابنه ( آدم ) وابنته ووالديْه ،
- وفقد والديْه ، وكلّ أغنامه .