رُفِعَ الغطا
*الصورة من (رويترز)
( بحر الكامل )
شعر : حمد الراشدي
مسقط
٨ ربيع الآخر ١٤٤٥ هـ -٢٣ أكتوبر ٢٠٢٣ م
وثبَ الأُسودُ وغادروهُ عَرينا
نحْوَ الشُّموخِ صبيحةً وافينا
رَبطوا القُلوبَ على التّمامِ مهمَّةً
ولها " فلسطين " العُلا ماضينا
وَرَبَوْا بزادِ الحقِّ كان مؤونةً
وعلى الأعادي فرَّغوهُ خَزينا
ذُعِرَ الطُّغاةُ ، تَوَلْولُوا وَتَوَصْوَصُوا
وَبَدَتْ حقيقةُ مَنْ أتَوْ غازينا
تحتَ السّريرِ تَخبّأوا جَزَعاً وهُمْ
جُنْدٌ ، فبانَ الزَّيْفُ ، دَقَّ رنينا
جيْشٌ ، كما زَعَموا ، قَهورٌ في الوَغى
رَغُمَتْ مَناخرهُ وخرَّ جبينا
وجُنودُ " غَزَّةَ " قد سَقَوْهمْ كأسَها
مِن ذِلَّةٍ وَجَبَتْ لهم طاغينا
وهُمُ الأشاوسُ سطَّروها وَقْعَةً
والحقُّ يجري في الدماءِ مُعينا
وعلى العَتادِ بما اسْتطاعوا قُوَّةً
وبقِلَّةٍ هَزموا العدُوَّ مَهينا
فيضجَّ نَبْحاً طالباً لِيُغاثَ مِنْ
أعوانِه ، في الجُرْمِ جارَ سنينا
وبدا ، كعادتِهِ ، وقد عَلِقتْ بِهِ
قَصْفاً وهَدْماً للبيوتِ مُحِينا
وعَنِ الكُهولةِ والطُفولةِ ما انْتَهى
فأحالهُمْ مُهَجاً قَضَتْ وعُيونا
ومَضى يُحاصِرُ للغذاءِ مُمانِعاً
والماءِ أنْ يَصِلَ المريضَ عَوينا
وبما رؤوسُ الشَرّ مِنْ حُلَفائهِ
مَدُّوهُ أسْلحةً ، فزادَ رعُونا
هُمْ في الأساسِ منابعُ الشّرِّ الذي
ذهبَتْ بهِ الأرواحُ ليس تَهونا
هُمْ للصّهاينةِ انْحَنَوْا لغرورِهم
وتهافَتوا نحوَ المذابحِ عَوْنا
ونَسُوا الحقوقَ وأهلَها ، وتَعَمَّدوا
طَمْسَ الحقائقِ كيْ تكونَ دفينا
لا عَهْدَ راعوا ، بلْ ولا خُلُقاً سَمَوْا
وعلى الضَّعيفِ تشاركوا سِكِّينا
ومتى تُرى حَفظوا لهم ما عاهَدوا
ومتى اسْتجابوا للسّلام يَقينا ؟
تِلكَ الشّواهدُ في الزّمانِ مليئةٌ
بالغَدْرِ ، حالَفَهمْ وكان يَمينا
وبعصْرنا وجدوا الرّحابَ وسيعةً
هُمْ والذين تَكالبوا جانينا
بَسطوا خزائنَ لؤمِهم كيْ يَحْرموا
أهلَ الدّيارِ ومَنْ يُقيمُ وَطينا
بالتّائهينَ تراكضوا في عُصْبةٍ
وعلى الخرابِ تسابقوا فاشِينا
وبشِذاذِ مَنْ في الأرضِ جِيءَ بخِلْسةٍ
حتى تمكََنَ في الدِّيار قطينا
باعوا " فلسطينَ " التي نزَلَتْ بها
جُلُّ الشَّرائعِ للهدايةِ دِينا
حتى إذا بَسطوا لهم أطماعَهم
وبأهلِها ساموا الذِّمارَ مَشينا
دَعَموا لهُمْ جَوْراً قِيامَ كيانِهم
فتسلَّطوا بفنائهِ باغينا
ووراءَهُم غَرْبٌ يقودُ حضارةً
لكنّها مُسِخَتْ هنا تَشْطينا
دعْوى الحَضارةِ عندهم هِيَ كِذْبةٌ
كُبْرى ، لها جعلوا الفسادَ قرينا
ولأنَّهمْ مَلَكوا العلومَ صِناعةً
ركَبوا الغرورَ وقَوَّدوهُ سفينا
ودَعوا الفضائل واتِّباعَ خليقةٍ
تَنهىٰ عنِ الإفْساد ماجَ خَؤونا
نَشروا ، وقد رَسموا عليه ، وثيقةً
للنّاسِ يبقى الحقُّ جِدُّ مَصونا
ولَهمْ ، ولا للغيرِ ، يُرْجى مَغْنماً
ولصالحٍ جَعلوا يكونُ رهينا
وبَغَوا على الأمَمِ التي خَضعتْ لهم
قَهْراً وعُدْواناً أقامَ ثَخينا
وطَغوْا بما نَهبوا مِنَ الخيرات مِنْ
حقِّ الوَرىٰ طَمَعَاً بهمْ شافينا
حتى على " الأُمَمِ " التي اتَّحَدَتْ فقد
رفعوا العصا ، فَتَقَزَّمَتْ تأمينا
هُمْ نَفْسُهم مَنْ أجْرَموا وتطاحَنوا
بشُعوبِهم جَرَتِ المجازرُ حِينا
هُمْ نفْسُهم مَن قَسَّمَ البُلدانَ كيْ
تبْقى على ضُعفٍ بهِ غادينا
هُمْ نفسُهم مَن شَجَّعَ النّعْراتِ في
عِصِمِ الوِفاقِ لكيْ يصيرَ شُجونا
لا حِفْظَ للنَّفسِ الكريمةِ عندهم
ولقتْلِها نَشَروا الوباءَ هَجينا
ولكُلِّ فيروسٍ جرى تَخْليقُهُ
حتى يُبيدَ النّاسَ مُصْطابينا
أوَليْسَ هُمْ مَن شجّعوا صُوَرَ الخَنا
وإلى الشّذوذِ تراكضوا ساعينا ؟
يَدْعونَ جَهْراً للرَّذيلةِ غيرَهم
ولقد أباحوا للخنا قانونا
أَمِنِ الظوالِمِ رأْفةٌ تُرْجى وهُم
شَربوا دِماءَ الطُّهْرِ شُقَّ جَنينا؟
أَمِنِ القَوالحِ في الضُّحى كَذِباً ، يُرا -
- دُ فِعالُ خَيرٍ ما انْتَوَوْهُ أمينا؟
لمّا رأوْا أطفالَ " غَزَّةَ " يُذْبحو -
- نَ تقاطروا ليُقَبِّلوا " الناتينا "
أذْكوا المذابحَ والدّمارَ بما سَخوْا
للمُعْتدي ، وتَعَبَّدوا فِرْعونا
إنَّ الصّواريخَ التي قد أرْسلوا
بالحُرْمِ سَوَّتْ والطّفولةِ طينا
لمْ يعْبأَوا ، فرؤوسُهم ، نحو الذي
سَرقَ الحقيقةَ ، عانَقَتْهُ أَبينا
بَلْ أَقْدموا لِيُرَدِّدوا بصفاقةٍ
حججَ الأَفينِ وما ادَّعاهُ أَفينا
وتجَيَّشَتْ آلاتُ أبواقٍ لهم
في الكذْبِ والتّزْويرِ ، فاضَ مُتونا
أبِهٰؤلاءِ عدالةٌ تُرجى وقد
ذبحوا العدالةَ بالنّفاق فُنونا؟
أبهٰؤلاءِ حضارةٌ تُبنى وهُمْ
رَشفوا الدِّماءَ مِنَ الشّعوبِ سَخينا؟
حتى رمَوْا مِنْها العِظامَ وما رعَوْا
للآدِمِيِّةِ حُرْمَةً وشؤونا
رُفِعَ الغَطا ، عَرَبَ السّلامِ ، أَما رأيْ -
- تُمْ كيفَ سُجِّيَ ذا السلامُ كفينا؟
وكذا ، عَرَبَ الحوارِ ، أَما سَمِعْ -
تُمْ بالعَدُوِّ يُريدُ حَوْشَةَ " سينا "؟
لِيُحيلَها وَطَناً بديلاً للفِلِسْ -
- طينيّينَ احْتَملوا الشِّدادَ سِنينا
وكما جَرى التَّطْبيعُ مِن عَرَبٍ ، فهلْ
فاضَ الإناءُ بما جَنَوْهُ سَمينا ؟
أمْ أنَّهُ التّجْديفُ دون هدايةٍ
وغداً - عَداهم - لاحِقون ب " سينا "
لا شيءَ غير الضّربِ حاز نتيجةً
ولكمْ أصابَ الضّاربون حُصونا
والضّرْبُ يُبْنىٰ في الدّيارِ صناعةً
بيد الرّجالِ سَواعِدا واعِينا
شاكي السّلاحِ هُمُ الدُّروبُ مُضيئةً
وبغيرِهم تبقى المَذَلّةُ فينا
لا تَخْذلوا " الأَقصى " المُبارَك نُصْرَةً
وحُماتَهُ ، فالصّرحُ عزَّ ضَنينا
والنّصْرُ مِن عند الإلٰهِ عزيمةً
وجُنودُهُ بالحقِّ مَنْصورونا