Blog Layout

وَطَّدْتُ أَمْري

( بحر : البسيط )


شعر : حمد الراشدي 

مسقط

١٠ محرم ١٤٤٥ هـ - ٢٨ يوليو ٢٠٢٣  م



وَطَّدْتُ أَمْري على ذِكْرٍ وآياتِ

مِنَ الكتابِ الذي أَفْرى الضّلالاتِ


تَنْزيلُ ربِّي تعالى بالهُدى حُفِظتْ

بِهِ المقاصِدُ مِن زَيْغٍ وآفاتِ


نورُ السَّبيلِ التي يُرجى بها دَلَفٌ

إلى الجِنانِ على تَقْوى ومَرْضاةِ


أرادهُ الله مِصْباحاً يُضاءُ بهِ

عَزْمُ القلوبِ إذا تاقتْ لمَنْجاةِ 


وهْو الدّليلُ إلى الغاياتِ تَطْلُبُها

بالحقِّ تَأتي فلا بُعْدٌ لغاياتِ


ألْزَمْتُ نفسي به وِرْداً وتذْكِرَةً

بها اسْتَعَنْتُ على قوْلٍ وبَوْحاتِ


غَرَفْتُ مِن بحرهِ الطّامي لِمَعْرِفةٍ

بها الْتَزَمْتُ الهُدى مِن بينِ أشْتاتِ


وابْتَلَّ قلبي مِنَ القُرآنِ طِيبَ نَدى

أعْطى الفؤادَ قراراً بَعْد تَوْهاتِ


في كُلِّ حرْفٍ يَشُعُّ النُّورُ بَوْصلةً

إلى الرَّشادِ فما طالتْ مُعاناتي 


بَدأتُ في العِلمِ منْه وارْتَقَيْتُ مَدىً

أَهْدانيَ الحِفْظَ حتى زدْتُ غَرْفاتي


وكلَّما أطْفأَتْ فَيْضاتُه ظَمَأً

عُدْتُ اغْتِرافاً وما أزكى إعاداتي


نادانيَ الحُبُّ كيْ أحظى بمَنْزِلةٍ

لَبَّيْتُ فوراً وشَوْقي في النِّداءاتِ


تَأْتي فأُصْغي لها إصْغاءَ مُلْتَمِسٍ

يَهوىٰ وهَيْهاتَ لا يَنْقادُ هَيْهاتِ


وكيفَ لا وهْيَ مِن نُزْلِ السّماءِ سَرَتْ

بينَ الحنايا بوَجْدٍ واعْتِمالاتِ


وصادفَ القلبُ منها ما اشْتهاهُ مُنىً

يَأوي إليْها حِمىً مِنْ غيرِ إفْلاتِ


وكانَ مِن قَبْلُ مَسْقوماً له وَصَبٌ

حتى إذا حضَرَتْ أمْلَيْتُ إنْصاتي


وطابَ كُلِّي وبَعْضي في الهوى فَرِحاً

مِنْ فَرْطِ حُبٍّ دنا مِن نورِ مِشْكاةِ


تَنَسَّمَ الصَّدْرُ ضَوْعاً مِن كريمِ شَذى

وغاصتِ النَّفْسُ في حُلْمِ الرّجاءاتِ


وأوْمَضَ البَرقُ في الأحْشاءِ يُسْبِلُها

وفُقْتُ بالنّورِ يَغْشى والإضاءاتِ


والآيُ تَسْقي النُّهى ما جاءَ مكْرمةً

يَشْفي الفؤادَ ويَهْدي هَدْيَ إثْباتِ


جَلَّ الكتابُ عظيماً عندَ فاتحةٍ

الحَمْدُ يُزْجى بها بَدءًا بآياتِ


والْمُلْكُ للواحِدِ الدّيّانِ لا أحَدٌ

يَهْدي الصّراطَ سِواهُ نَحْوَ سَجْداتِ


طُفْتُ المَجالَ مَعانٍ أسْتَبينُ بها

دَرْباً لِما رُسِمَتْ رُشْداً وطاعاتِ


شُفِيتُ والآيُ تُعطي للصّدورِ شِفا

والْخُلْقُ تُوليه حَثَّاً بالدَّلالاتِ


والبِرُّ مُجْتَمِعٌ فيه الخِصالُ ومَنْ

يَرْجو بهِ إرَباً يسْمو على الذّاتِ


وجادَ بالمالِ حُبّاً دونما مِنَنٍ

وزانَ بالعهْدِ حِفْظاً والأماناتِ


والصّبْرُ مِعْراجُ نَصْرٍ في الزّمانِ به

تَرْقى النُّفوسُ وتَعْلو في المُلِّماتِ


والشُّكْرُ لله مَوْجوبٌ فقد عظُمتْ

بالشُّكْرِ لله آلآءٌ بخيراتِ


يُبَيِّنُ الآيُ للإحْسانِ مَقْصَدَهُ

قوْلٌ وفِعْلٌ وَسيعٌ لا بنَزْراتِ


طِيبُ الكلامِ وحُسْنٌ بالحديثِ كَذا

يَدْنو به المرءُ مِن أُنْسٍ وصُحباتِ


والعفْوُ والصَّفْحُ رُقْيا للتُّقى وبها 

لا ثَبْرَ للضَّغْنِ يَنْمو في الخلافاتِ


لِلْكاظمين لِما اغْتاضوهُ عافيِةٌ

والْمُحْسِنينَ أحَبَّ الله بالذّاتِ


والصِّدْقُ بُرْجٌ علا بالصّادقين إلى

بابِ القُبولِ دنا مِن بابِ جنّاتِ


شِيدَ الصّلاحُ بِناءً يُسْتحاطُ بهِ

في كُلِّ هَوْلٍ وإرْجافٍ وفَزْعاتِ


إصلاحُ ما قد نبا بين العبادِ لهُ

في الآيِ مَرْتَبةٌ باءَتْ بِمَدْعاةِ


هيَ الوِئامُ طبيبٌ في الخصامِ بهِ

تَصْفو النُّفوسُ وما تَبْقى بلوْعاتِ


وللتَّشاوُرِ أوْتادٌ يُشَدُّ بها

حَبْلُ النَّجاةِ فلا يُرْخى بِزَلّاتِ


والأمْرُ شُورى تَسامتْ في مطالبِها

تحقيقِ عدْلٍ و - للآمالِ - مِرْآةِ


والْحُكْمُ بالْعدلِ أُسُّ المُلْكِ حافِظُهُ

يُديمُ في الحقِّ راياتٍ ودَوْلاتِ


فازَ التّعاوُنُ بالحثِّ الذي قُرِنَتْ

بالبِرِّ أهدافُهُ دِرءًا لوَيْلاتِ


مِدادُ آياتِ ربِّ الكوْنِ فاضَ بما

دَلَّ العِبادَ على طَوْعٍ وإخْباتِ


وفي التَّواضُعِ لله الذي سَجَدَتْ

لهُ السّماواتُ تَعْظيمٌ لطاعاتِ


خَفْضُ الجناحِ شُموخٌ في السُّلوكِ بهِ

صَفْوُ الوِدادِ تَنأّى عن مُشاناةِ


وهْوَ المُرادُ لِما بين الأنامِ ، وكمْ

في الرُّحْمِ جاءَ نَدِيَّاً والصّداقاتِ


العِزُّ بالله فَضْلٌ في الحياةِ كما

يُعْلي النُّفوسَ إذا مَرّتْ بمِحْناتِ


تُبْنى المكارِمُ والقُرآنُ يُسْنِدُها 

على العقيدةِ سَمْحاً لا مُغالاةِ


ما شُدَّ في خُلُقٍ أمْرٌ يُطاعُ ولا

نَهْيٌ تَمَنْطقَ مِن بابِ المُحالاتِ


والقِسْطُ مأمورُ حَقٍّ في الكتابِ أتى

حتّى يُزيلَ المَحابيْ فالغضاضاتِ


ولاسْتِباقٍ إلى الخيراتِ ما فَتِئتْ

دعْوى متى لُبِّيَتْ هَبَّتْ بنَسْماتِ


بشارَةٌ كُتِبَتْ مِن ربِّ مَرْحَمةٍ

لِمَنْ تَسابَقَ في خيرٍ بإصْلاتِ


لا يُجْمَعُ الخيرُ إلاّ في النّفوسِ زَكَتْ

عن كُلِّ نَقصٍ ولو في صُغْرِ ذرّاتِ


والنّاسُ في كَنَفِ القرآنِ ما بُخِسوا

حَقّاً ولا أبَداً سِيموا بإكباتِ


النَّفسُ مكفولةُ العَيْشِ الكريمِ ومَنْ

أحْيا لها فلقد أحْيا الجَماعاتِ


وَيْلٌ لِمنْ طَفّفَ المِكيالَ أو ستَرَتْ

يُمْناهُ ما قِيسَ بالميزانِ حَبّاتِ


والْمالُ يُكْسَبُ حتى يُسْتقامُ بهِ

والسُّحْتُ مِنْهُ لهُ يَذري كمِسْفاةِ


واليُسْرُ قد نالَ كالإحسانِ ، مغفرةً ،

والعَفوِ بينَ الورى خاضوا خُصوماتِ


حِفْظُ الوجوهِ كحفظِ النّفسِ جانِبُهُ

ليسَ اشْتِهاءً لمَغْرورٍ ولا عاتِ


والعِرضُ حِصْنُ السّما للنّاسِ إذْ فُرِضتْ

لهُ الحِماياتُ لا يُدْمى بَطعْناتِ


واللّمْزُ يُقْلى كسوءِ الظّنِّ مَثْلَبَةً

والجارُ كالأخِ في القُرْبى مَقاماتِ


ألا أُنَبِّءكُمْ في الآي ما شَرُفُتْ

بهِ البَريَّةُ تَذْكيراً بِنِعْماتِ


البِرُّ بالوالديْنِ اعْتُدَّ فاتِحةً

لكُلِّ بِرٍّ وللتَّوْحيدِ مِرْقاةِ


هذا الكتابُ به الآياتُ قد سَطَرَتْ

مَراشِدَ الْخيرِ أجْزاءً وسُوراتِ


نحنُ الذين رُزِقْناها ، وكم بَصُرَتْ

ألبابُنا بِسناها في المَتاهاتِ


والآنَ عنْ عَمَدٍ فُتْنا تَدَبُّرَها

إلى مُجَرَّدِ سَمْعٍ عازَ يَقْظاتِ


والْفَخْرُ في عَدَدِ الأجْزاءِ كم تُلِيَتْ

لا في الْمَعاني تَجلَّتْ والإفاداتِ


في الدُّورِ نسْمعُ للقرآنِ قد مُلئتْ

به المَتاجرُ صَوْتاً دون مِنْصاتِ


حاشا وحاشا يكونُ الآيُ مُغْتَنَماً

للْواجهاتِ وحاشاهُ دِعاياتِ


فَهْوَ الكتابُ أتى حتّى يُنيرَ لنا 

سُبْلَ السلامِ ويَهدينا النِّهاياتِ


وهْو الْخطابُ بَليغاً في البيانِ له 

عظيمُ سِحْرٍ وتفْصيلٍ وسَرْداتِ


وهْوَ الرِّسالةُ والدّينُ الذي كَرُمَتْ

بهِ الخلائقُ تأسيساً وبُنْياتِ


١١ أبريل ٢٠٢٥
( بحر المُتدارَك ) * شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ٢٩ شوال ١٤٤٦ هـ - ٢٨ إبريل ٢٠٢٥ م
١١ أبريل ٢٠٢٥
( بحر المقتضب فاعلاتُ مفتعلن ) * شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ١٨ شوال ١٤٤٦ هـ - ١٧ إبريل ٢٠٢٥ م
٩ أبريل ٢٠٢٥
( بحر الكامل ) شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ١٠ شوال ١٤٤٦ هـ - ٩ إبريل ٢٠٢٥ م
١٥ مارس ٢٠٢٥
( بحر المُضارع ، مفاعيلُ فاعلاتن ) * شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ٣ شوال ١٤٤٦ هـ - ٢ إبريل ٢٠٢٥ م
٢٧ فبراير ٢٠٢٥
( بحر الهزَجْ ) شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ٢٩ شعبان ١٤٤٦ هـ - ٢٨ فبراير ٢٠٢٥ م
٢٣ فبراير ٢٠٢٥
( بحر الوافر ) شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ٢٥ شعبان ١٤٤٦ هـ - ٢٤ فبراير ٢٠٢٥ م
١٤ فبراير ٢٠٢٥
( بحر البسيط ) شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ١٥ شعبان ١٤٤٦ هـ - ١٤ فبراير ٢٠٢٥ م
٢ فبراير ٢٠٢٥
( بحر الرَّمَل ) شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط 4 شعبان ١٤٤٦ هـ - ٣ فبراير ٢٠٢٥ م
٢٢ يناير ٢٠٢٥
( بحر السريع ) شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط ٢٣ رجب ١٤٤٦ هـ - ٢٣ يناير ٢٠٢٥ م
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤
( بحر المُتقارب ) شعر : حمد الراشدي hamed.alrashdi1212@gmail.com مسقط 28 جمادى الآخرة ١٤٤٦ هـ - 30 ديسمبر ٢٠٢٤ م
مزيد من المنشورات
Share by: